عاجل آخر الأخبار
مباشر
wb_sunny

خبر عاجل

ما على العرب فعله اهم ما جاء بالبرنامج المميزمع تميم من قناة ساحة

ما على العرب فعله اهم ما جاء بالبرنامج المميزمع تميم من قناة ساحة


قلت إن تحرير فلسطين كلها في هذا الجيل ممكن، وإن مواجهة شاملة أو سلسلة من المواجهات بين الكتلتين الديموغرافيا أتين في البلاد أهلها وهم ذاتهم يمكن أن تضغط على نظام الفصل العنصري فيها حتى تسقطه، لكنني أزيد اليوم أن إسرائيل تعرف ذلك وتعرفه منذ عشرين سنة إن لم تكن تعرفه منذ تأسيسها، وهو منشور في تقارير مؤتمرات الأمن القومي الإسرائيلية المنعقدة في هرتسيليا منذ بداية

 القرن، وهي مؤتمرات دورية يحضرها عادة رئيس الوزراء وقادة الجيش، فإنك تجد فيها بالحرف الواحد في تقرير عنوانه إسرائيل في عام ألفين وعشرين نشر عام ألفين. وأنا اقتبس إن اتجاهات النمو الديموغرافية الحالية إذا استمرت تهدد مستقبل إسرائيل كدولة يهودية، وأنه لابد من سياسة ديموغرافية صهيونية تضمن آثارها الهوية اليهودية لدولة إسرائيل، وهي لغة مهذبة مضمونها التطهير العرقي. وما عليك إلا أن تتابع سياسات إسرائيل في العقدين الماضيين من مضاعفة الاستيطان، ومصادرة الأراضي، وهدم الدور وبناء الجدار، وطرح قانون القومية اليهودية، ونقل السفارة الأميركية، وصفقة القرن، ثم محاولة تهجير أهل القدس منها لتعلم أنها كانت شارعه عشية هذه المواجهة في أيار مايو عام ألفين وواحد وعشرين في التحضير لنكبة أخرى، إما بالتدريج حصارا وأفكارا، وإما دفعة واحدة بعمل عسكري. نعم نحن قادرون على الانتصار، وهذا تحديدا ما يجعلنا في خطر. عدونا يعرف أننا قادرون ويخاف منا، و الخائف اشرس من المطمئن وهو يتجهز لنا و يلزمنا ألا نخطئ ولا نهدر إمكانية أو ضياع فرصة، لذلك فإن لكل منا دورا في زيادة فرص انتصارنا وتقليل فرص هزيمتنا. وإن لك أنت شخصيا أين كنت وأين كنت دورا؟ إن أهملته دارت علينا وإن قمت به ادارت لنا. ولا أعني هذه الجولة من الحرب فحسب، بل أعني الجولات القادمة كلها.

أعني الحرب كلها والمسافة بين باب بيتك وباب العامود وبين الترابي على رصيف شارع والذهب على قبة الصخرة. فإن كنت بين البحر والنهر في غزة أو القدس أو الداخل أو مدنيا أعزل يواجه المجندين الإسرائيليين على الحواجز في الضفة فقد كفيت ووفيت. أما إذا كنت من منتسبي أجهزة الأمن في السلطة الوطنية الفلسطينية فإن لنا معك كلاما. يا أخانا إن أمامك خيارين إما أن تتعب إسرائيل وتضطر لسحب قدر من قواتها من جبهتي غزة والداخل إلى المستوطنات في الضفة، فتضعف بذلك الجبهات الثلاثة جميعا، أو أن تتكفل أنت لها بتأمين مستوطناتها حواجزها وترشيحها، مما يزيد على ثلاثة ملايين ونصف المليون فلسطيني هم نصف شعبنا بين البحر والنهر، فكأنك ترسلوا بذلك تعزيزات عسكرية إسرائيلية الجبهتين الأخريين. هذا وإن كنت مهتما بالقانون أوقات الحروب، فأنت تعلم أن القانون الدولي يجرم بناء المستوطنات، ويحمل الدولة القائمة بالاحتلال المسؤولية عن كل ما يجري على مستوطنيها من ضرر، لأن نقلهم إلى الأرض المحتلة جريمة حرب، ولأن مقاومة أهل الأرض المحتلة لهم حق مشروع. ثم أنت الأدرى أن المستوطنين مسلحون، حتى الأسنان ومدربون على القتال وتهديدهم لأمن الفلسطينيين أمر لا يجادل فيه عاقل، ولا يتوقع أحد منك إلا القيام بمهمتها الرسمية في الدفاع عن شعبك ضد كل من يهدد حياته أو أملاكه. فإن استكثر المستوطنات بظلالها وسلاحها وتحصينات بها، فإنك تعلم أيضا أن محكمة العدل الدولية قضت منذ عام ألفين وأربعة ببطلان الجدار العازل، وهو الآن عازل حقا، إذ يعزل أهل الضفة عن أهل الجليل والساحل، فتفرض الشرطة الإسرائيلية والجيش والمتطرفون بالمجتمعات العربية المحاطة والغزاة في يافا وحيفا وغيرهما، سواء في هذه المواجهة أو ما يليها.




فحكم المحكمة هذا يعني أن هدم ذلك الجدار أمر شرعي. وليست إسرائيل وحدها من تملك جرافات ومعول أن الوجهة التي توجه إليها رشاشه يا حضرة الضابط هي التي تضيف إلى عديد الشعب الفلسطيني بين البحر والنهر، نصفه أو تحرمه من نصفه، وتضيف إلى الجيش الإسرائيلي على سائر الجبهات نصفه أو تحرمه من نصفه، فقرر أمام عيون أمك وأبيك وأختك اخيك، أعني أهل بيتك المباشرين، وأعني بقية شعبك وأمام عيون التواريخ. أين تريد أن توجه ذلك الرشاش أن تحمي به شعبك من الغزاة، أو أن تحمي به الغزاة من شعبك؟ فإذا اخترت الأولى فإن الشعوب تكرم من يحميها، وإذا اخترت الثانية فهل سمعت عن وزاة يكرمون من يخدمهم؟ هذا إذا عن فلسطين، أما عن سائر بلادنا فإن كنت عربيا يحارب عربيا فضاع سلاحك جانبا ولو مؤقتا، وإن كنت في طائرة حربية تجوب سماء اليمن أو الشام، وأترك الأمر بقصف بيوت العباد فلا تطع الأوامر. وتذكر الشبه بين ملامح ضحاياه وملامح أهل غزة، واستنتج بعدها بمن تشبه أنت في هذه المقارنة. ولتعلم أن هناك جنرالا إسرائيليا يبتسم كلما قتل واحد منا أخاه، وأن ذلك الجنرال لا يهمه خلاف في سقيفة بني ساعدة، ولا يهمه مسار الديموقراطية في بلادنا، ولا سؤال العلمانية والتدين. لقد استقرت الرصاصة في جسد لنا لا له، وهذا يكفيه ليقتسم. أما الغالبية الساحقة منا أعني الأعزل دين الأكثرية في المشرق والمغرب، فمن كان منا في بلد يسلم إسرائيل فليتم تبرأ من هذه الاتفاقيات علنا في الشارع إن استطاع، فإن لم يقدر فعلى مواقع التواصل، فإن لم يقدر بوصية مكتوبة لأولاده أو علم على شرفة بيته لنعرف نحن أننا كثر ويعرف خصومنا أنهم قلة، وإن كان في بلد كمكتب أو سفارة للعدو، فاتخذ إجراءات الوقاية الصحية من الوباء، ثم مارس حقك الدستوري بالوقوف في الشارع.

بينك وبين أخيك متران، فلا أنت محتشدة ولا أنت بتجمهر ولا أنت متظاهر، إنما أنت واقف في شارع السفارة وحدك، وخوفك واقف وحده. وعلى السفير وموظفيه أن يمروا بينكما وبين عشرة آلاف رجل وامرأة واقفين مثل كما كل واحدة، ومن سمحت ظروف بلده وقوانينه والتخييم والاعتصام فإن لهذه السفارات ثأرا مع الخيام. فإن كنت في بلد لا يمكنك الحشد فيه، فأمر نيته إلى أن يحين وقته، وإن وقته سيحين لا محالة. أقول رفاقنا وإخوتنا أفرادا وأحزابا، مدنيين في بيوتهم، أو نوابا في مجالس الشعوب، صورية كانت أو حقيقية، لتجعل إلغاء الاتفاقيات العربية مع نظام الفصل العنصري في إسرائيل على رأس. برنامجكم حين تتاح لكم الشوارع، وحين يتاح لكم الحكم، وإن الشوارع تبدو مستحيلة ثم تتاح فجأة، وأن الثورة تبدو حلما حتى تفاجئك واقعا من دم ودخان، فإذا سنحت لك فلا تضيع ما ضيعت من قبل، ولا تلدغ من جحر مرتين، ولقد كنت في ميدان التحرير عام الفين واحد عشر وعام ألفين واثني عشر، وكنت حين أقدم هذا الخطاب للثوار وهم في الميدان و للثوار وهم في الحكم يقابلني من يقول إن إلغاء الاتفاقية قد يؤدي إلى انقلاب عسكري، فتأمل. وتذكر قول المسيح من أراد أن يخلص نفسه يغلقها، ومن أراد أن يملكها يخلصوا، ومن كان في البلاد التي لا تساهم إسرائيل فكل ما قدرته عليه فعله فإن حربنا. هذه حرب معنويات ورب كلمة أو منشور تواسي أهل شهيد وتقوي قلب فدائي، وتشعر أهلكم الذين عزلهم عنكم البريطانيون في خريطة رسموها ظلما.

ثم عزل الإسرائيليون بعضهم عن بعض بخرائط مازالوا يرسمون إلى اليوم أن لهم ظهرا وسندا، وأنهم ليسوا مليونين في غزة، ومليونين في الجليل والساحل، وثلاثة ملايين في الضفة، بل هم ملياران من المحيط إلى المحيط، ومن كان خارج بلاد العرب والمسلمين. فليبيا للناس أن إسرائيل نظام فصل عنصري، وأن الفلسطينيين كلهم بين البحر والنهر، أو في مخيمات اللجوء وسائر الشتات، يعاقبون لأنهم لم يولد لأمهات يهوديات، وإلا استقبلوه بالزنا سابق في مطار بن غوريون، وأننا لا نطلب إلا ما يطلبه الناس جميعا أن يكون البشر سواء، وأن لا يظلم منا أحد بدين أمه، وأن إنشاء دولة لنا في جزء صغير من فلسطين تكون تابعة اقتصاديا ومكاشفة عسكريا لإسرائيل لن ينتج إلا ديكتاتورية عربية ضعيفة أخرى، ويكرس الفصل العنصري ضد ما يبقى من العرب تحت حكم الإسرائيليين. والخلاصة إن كنت عربيا مسلحا فوجه سلاحك لعدو كله لأخيك، وإن كنت عربيا أعزل فخذ الشوارع والميادين فهي سلاحك، ولا قبل للجنود بالحشود، وإن يرتبط المن فلا تطع، وليكن ما يكون وعصى الآمرة الظالمة حتى يطيع، وحاول وحاول وحاول إلى أن تستطيع أن تحرير فلسطين كلها ممكن ونجعله اكيدا، وأن نكبة جديدة إذا استمر حكامنا في ظلم استمرارنا نحن في الطاعة وممكنة أيضا فلا نجعلها مستحيلة. والامراء يا صديقي عندك انظر إلى يديك إلى الخطوط في كفيك، واعلم أنك أنت سواك من سيكتب فيهما طالعه. واستعد فإن جيل كهذا جيل حسم، فليكن الخزي لغيرك وقد سالمة من سالم قبلك فأوصى لك. إلى هنا فإن أردت أن تطيل عذاب بك فأعطيت معذب بك وإن أردت النصر. فدونك مد يدك  لن يأخذه سواك.

Tags